العودة إلى المعرض

تذوق فني
تأسرني التكوينة على الفور بألوانها الاستوائية الغنية؛ تملأ الخلفية درجات مختلفة من اللون الأخضر، مما يلمح إلى جنة خصبة وغير مستأنسة. النقطة المحورية هي بلا شك الشخصيتان، تقفان في مساحة حالمة، كما لو أنهما معلقتان بين الواقع والخيال. إحداهما، امرأة، تقف شامخة، ويتم تمثيل شكلها بجودة رقيقة، شبه سماوية. نظرتها بعيدة، ضائعة في التفكير، بينما تلامس يدها وجهها برفق. الشخصية الأخرى، جاثية على ركبتيها في مكان قريب، تراقب بحدة تكاد تكون مزعجة. يستخدم الفنان الألوان بثقة جريئة - يبدو أن اللون البرتقالي والوردي والأرجواني الذي يندفع من المقدمة ينبض بطاقة سرية. أشعر بالتوتر الصامت، وترقب لحظة محورية. يكوّن وضع الشخصيات سردًا بصريًا قويًا، يجذب المشاهد إلى عالمهم، ويجبرنا على التفكير في أسئلة الوجود وفجر الوعي.