
تذوق فني
تتوسع أمام عيني المشاهد لوحة منظريّة شتوية هادئة تجمع بين حقول مغطاة بالثلوج وأفق يجمع دون جهد بين هدوء الطبيعة ووجود الإنسان. تتمدّد أشجار هزيلة وعظام، تتقوّس فروعها، حاملًة أعشاشًا تشير إلى حياة ستستيقظ قريبًا؛ تبدو الغربان المُتربّعة على القمة وكأنها تُرتّب سيمفونية صامتة، تُؤكّد ببطء هيمنتها على هذا المشهد المتجمّد.
تغنّي لوحة الألوان بألوان باهتة؛ تسود الألوان البيضاء والرمادية الناعمة، مُستحضرًة إحساسًا بالبرد، لكن مُتداخلًة مع بُنيّات دافئة ولمسة من الأخضر التي تنتظر الانفجار. يبدو كل لمسة فرشاة حية، كل ضربة تنقل برودة الهواء ووعد بالتغيير. كأن الوقت قد توقف؛ لحظة تم التقاطها قبل تغيّر الفصول، تدعو للتفكير في دورات الحياة ومرونة الطبيعة. عمل فني يترك أثره حقًا، تنفُس الذكريات ويُثير مشاعر تماثل الدهشة في مشفى الربيع، مع معرفة أن استمرار الحياة موجودٌ دائمًا حتى في أقسي الشتوات.