العودة إلى المعرض

تذوق فني
يتكشف المشهد في الحميمية الهادئة لليلة لندن؛ يسيطر الأزرق والأخضر البارد الشامل، لوحة من الغسق العميق. يلوح برج الساعة الأيقوني، ووجهه المضاء منارة في سماء قاتمة. لمسة الفنان الماهرة بالفرشاة تخلق إحساسًا بالمدينة التي تغمرها أمطار خفيفة، مما يطمس حواف المباني والشوارع. إنه عالم من التوهجات الناعمة والانعكاسات الخافتة، حيث تلقي مصابيح الغاز ضوءًا كهرمانيًا على الأرصفة المبللة.
أستطيع أن أسمع تقريبًا صوت حوافر الخيول و همس المحادثة بينما تتحرك الشخصيات، التي بالكاد يمكن تمييزها، على طول الشارع. هذه القطعة هي شهادة على قدرة الفنان على التقاط جوهر المكان، مزاج اللحظة. تتوازن التكوين ببراعة، وتجذب العين من المقدمة، المأهولة بالعربات والسيارات المبكرة، نحو المعلم المهيب، ثم تعود مرة أخرى، في دورة مستمرة تشبه الحلم.